« التنويشة الرّئيسيّة | إلى روح العزيز أيمن » | إضاءات » | كم من يوم تعمل في السنة؟ » | دع القلق وابدأ الحياة » | ٌقربص » | إهداء » 

Friday, December 16, 2005 

المحطة

المحطّة كعادتها تعجّ بوجوه مألوفة وأخرى لم أعهدها أمامي من قبل , وجوه تهفو للعودة إلى نقطة الانطلاق بعد يوم شاق بالعمل والدّراسة. وجوه تفضح ملامحها المرهقة ما يخالج أصحابها من لهفة عارمة في العودة إلى مضاجعهم. كانت عينيّا تتجولان ببطأ ثقيل في عوالم هذه الوجوه المتغيّرة. كانتا تترقبان في اضطراب أوّل حافلة تدير محرّكها معلنة بداية رحلة العذاب اليوميّة. كنت أطيل النظر إلى الوجوه حتّى يظنّ بي أصحابها كلّ سوء. قد يعتقدون أنّي أبحث عن ظالّتي أو أتصيّد فريستي غير أنّ حقيقتي بعيدة كلّ البعد عن كلّ هذا. كنت أنظر إلى الأشخاص دون أن أرى أيّ شخص ودون أن ترتسم أيّة ملامح في ذاكرتي الحزينة. كانت أفكاري المتضخّمة والمتواترة تحميني دوما من الوقوع في الشّرك. كانت دائما تغشى عينيّا بستارها القاتم لتحرمها لذّة التركيز على ملامح دون سواها لتعطيني في الأثناء فرصة نادرة لمعانقة الخيال ومطاردة الإبداع المتخفي بستائر الأفكار الغامضة والمشفّرة. فجأة وفي لمح البصر.....


والبقيّة تأتي إن شاء اللّه